٤٥٢ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن عقوب الواسطي أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمداني، أخبرنا ⦗٤٦٥⦘ أبو بكر محمد بن علي بن خالد بن سعيد الرقي البزاز، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا عبد الله بن داهر عن عمرو بن جميع عن عروة بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن عن عمران بن حصين قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلت عليه فقال: ((يا عمران إن لك منا منزلة وجاهاً فهل لك في عيادة فاطمة؟)) قلت: نعم يا رسول الله [بأبي أنت وأمي]، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه حتى وقف على باب فاطمة فقال:((السلام عليك با بنية أدخل؟)) فقالت: أدخل يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال:((أنا ومن معي؟)) قالت: ومن معك يا رسول الله؟ قال:((معي عمران بن الحصين الخزاعي)) قالت: والذي بعثك بالحق نبياً ما علي إلا عباءة لي، فقال:((يا بنية اصنعي بها هكذا وهكذا))، وأشار بيده فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هذا جسدي وقد واريته، فكيف لي برأسي؟ فألقى عليها ملاءة له خلقاً، فقال:((شدي هذه على رأسك)) ثم أذنت له فدخلت معه، فقال:((كيف أصبحت أي بنية؟)) قالت: أصبحت والله وجعة يا رسول الله، وزادني على ما بي من الوجع الجوع، لست أقدر على طعام آكله، فقد أهلكني الجوع. فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت فاطمة معه ثم قال:((أبشري يا فاطمة وقري عيناً ولا تحزني، فوالذي بعثني بالنبوة حقاً إن كنت ذقت طعاماً منذ ثلاث، وإني لأكرم على الله منك، ولو شئت أن أظل عند ربي يطعمني ويسقيني لفعلت، ولكني آثرت الآخرة على الدنيا، يا بنية لا تجزعي فوالذي بعثني بالنبوة حقاً إنك سيدة نساء ⦗٤٦٦⦘ العالمين، فوضعت يدها على رأسها وقالت: يا أبه! فأين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؟ ومريم بنت عمران؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وخديجة سيدة نساء عالمها، وأنت فاطمة سيدة نساء عالمك إنكن في بيوت من قصب لا أذى فيه ولا نصب))، قلت: يا رسول الله وما بيوت من قصب؟ قال:((در مجوف من قصب لا أذى فيه ولا صخب))، قال: ثم ضرب بيده على منكبها وقال: ((يا بنية والذي بعثني بالحق نبياً لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة)).