للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله.

كذلك وصَفَ بعضَ المخلوقين بالقدرة قال: {إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيهِمْ} [المائدة: ٣٤] فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهم. ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق، وأن للخالق جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله، كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق، وحسبك بونًا بذلك.

٢، ٣ - وصف نفسه جل وعلا بالسمع والبصر في غير ما آية من كتابه، قال {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)} [المجادلة: ١]، {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].

ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢)} [الإنسان: ٢ {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} [مريم: ٣٨] ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق، فلله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله، كما أن للمخلوق سمعًا وبصرًا حقيقيين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه. وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

٤ - وصف جل وعلا نفسه بالحياة، قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ} [البقرة: ٢٥٥] {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إلا هُوَ} [غافر: ٦٥] {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: ٥٨].

<<  <   >  >>