فيقولون مثلًا: لو كان مستويًا على عرشه -والعرش مخلوق- لكان مشابهًا للخلق في استوائه على العرش.
أولًا: اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء هي صفة كمال وجلال، تمدَّحَ بها رب السموات والأرض. والقرينة على أنها صفة كمال وجلال: أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبةً بما يبهر العقول من صفة كماله وجلاله التي هي منه. وسنضرب لكم مثلًا لذلك بذكر الآيات:
١ - فأول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء سورة الأعراف، قال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ (٥٤)} [الأعراف: ٥٤] فهل لأحد أن ينفي بعض هذه الصفات الدالة على الكمال والجلال.