يَقُولُ: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ بَيْنَهُمَا فُرِجَةً.
يُقَالُ لِلْرَجُلِ إِذِا كَانَ أَبْلَجَ، وَالْعَرَبُ تَسْتَحِبُّ دَرَّ الْعَرَقِ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ.
وَدُرُورُهُ: غَلِظُهُ.
نُتُوءُهُ: امْتِلاؤُهُ.
وَقَوْلُهُ: «أَقْنَى الْعِرْنِينِ» يَعْنِي الأَنْفَ، وَالْقَنَا أَنْ تَكُونَ فِيهِ دِقَّةٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ فِي قَصَبَتِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَقْنَى وَامْرَأَةٌ قَنْوَاءُ، وَالأَشَمُّ: أَنْ يَكُونَ الأَنْفُ دَقِيقًا لا قِنَا فِيهِ، وَقَوْلُهُ: «كَثَّ اللِّحْيَةِ» الْكُثُوثَةُ أَنْ تَكُونَ اللِّحْيَةُ غَيْرَ دَقِيقَةٍ، وَلا طَوِيلَةٍ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَاثَةٌ مِنْ غَيْرِ عِظَمٍ وَلا طُولٍ.
وَقَوْلُهُ: «أَشْنَبَ» هُوَ الَّذِي فِي أَسْنَانَهِ رِقَّةٌ وَتَحَدُّدٌ، وَالْمُفَلَّجُ: هُوَ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ تَفَرُّقٌ، وَالْمَسْرَبَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي بَيْنَ اللَّبَّةُ إِلَى السُّرَّةِ، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلَى شَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ، وَقَوْلُهُ: «جِيدُ دُمْيَةٍ» الْجِيدُ: الْعُنُقُ، وَالدُّمْيَةُ: الصُّورَةُ، وَقَوْلُهُ، «ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ» : الْكَرَادِيسُ: الْعِظَامُ، أَيْ أَنَّهُ عَظِيمُ الأَلْوَاحِ، وَقَوْلُهُ: «شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ» : يُرِيدُ أَنْ فِيهِمَا بَعْضُ الْغِلْظِ.
وَالأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ فِي بَاطِنِهَا مَا بَيْنَ صَدْرِهَا وَعَقِبِهَا، وَهُوَ الَّذِي لا يَلْصَقُ بِالأَرْضِ مِنَ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوَطْءِ.
وَقَوْلُهُ: «خُمْصَانَ» : يَعْنِي أَنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنْ قَدَمِهِ فِيهِ تَجَافٍ عَنِ الأَرْضِ وَارْتِفَاعٌ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ خُمُوصَةِ الْبَطَنِ، وَهُوَ ضُمْرُهَا، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ خُمْصَانُ، وَامْرَأَةٌ خُمْصَانَةُ، وَقَوْلُهُ «مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ» : يَعْنِي أَنَّهُمَا مَلْسَاوَانِ لَيْسَ فِي ظُهُورِهِمَا تَكَسُّرٌ وَلا عُرُوقٌ، وَلِهَذَا قَالَ: «يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ» يَعْنِي أَنَّهُ لا ثَبَاتَ لِلْمَاءِ عَلَيْهِمَا.
وَقَوْلُهُ: إِذَا تَخَطَّا تَكَفَّأَ: يَعْنِي التَّمَايُلَ، أَخَذَهُ مِنْ تَكَفِّي السُّفُنِ، وَقَوْلُهُ: «ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ» : يَقُولُ هُوَ وَاسِعُ الْخُطَا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ.
أَرَاهُ يُرِيدُ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ.
غَاضٌّ بَصَرَهُ: لا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْمُنْحَطُّ: ثُمَّ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: «خَافِضَ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ» ، وَقَوْلُهُ: «إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا» : يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَلْوِي عُنُقَهُ دُونَ جَسَدِهِ، فَإِنَّ فِي هَذَا بَعْضُ الْخِفَّةِ والطَّيْشِ، وَقَوْلُهُ: «دَمْثًا» : هُوَ اللَّيِّنُ السَّهْلُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّمْلِ دَمْثٌ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ: أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَمَالَ إِلَى دَمْثٍ، وَقَوْلُهُ: «إِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ» ، الْإِشَاحَةُ: الْجَدُّ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَذَرَ، وَقَوْلُهُ: «وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ» : الِافْتِرَارُ يَكُونُ أَنْ يُكَشِّرَ الأَسْنَانَ ضَاحِكًا مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ، وَحَبُّ الْغَمَامُ: أَرَادَ الْبَرَدُ، شَبَّهَ بَيَاضَ أَسْنَانِهِ بِهِ.
وَقَوْلُهُ: «يَدْخُلُونَ رُوَّادًا» ، الرُّوَادُ: الطَّالِبُونَ وَاحِدُهُمْ رَائِدٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute