وَابْنُ الزَّبَنَّجِ مِمَّا قَدْ يُهَيِّجُنِي ... بِحَلْقٍ مُنْتَحِبٍ بِاللَّيْلِ نَشَّاجِ
فَأَمَرَ لَهُ بِدَيْنِهِ، وَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ غَيْرِ ذَلِكَ، أَرَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَلْفَ دِينَارٍ.
٣١٩ - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»
٣٢٠ - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ»
حَدَّثَنِي أَخِي هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ الْقَاضِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَرْفَجَةَ الْوَاشِجِيِّ مِنَ الأَزْدِ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ كَانَ يَحْرُسُ خَشَبَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَدَارَتْ عَلَيَّ النَّوْبَةُ لَيْلَةً، فَبَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذَا رَجُلٌ يَهْمِسُ هَمْسًا خَفِيًّا حَتَّى وَقَفَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَيْهَا، فَاعْتَمَدَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، عَوَّضَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ قَتْلَتِكَ، وَأَثَابَكَ سُوءَ مُثْلَتِكَ، فَقَدْ كُنْتَ لِلْحَقِّ إِمَامًا، تَجْمَعُ بَيْنَ طَرَفَيْ لَيْلَتِكَ الصِّنَّبْرَةِ قَائِمًا، وَبَيْنَ طَرَفَيْ يَوْمِكِ الْقَائِظِ صَائِمًا، تَغْضَبُ فِي اللَّهِ، وَتَرْضَى لَهُ، حَدِبًا شَفِيقًا، تُنَفِّسُ كُلَّ خِطَةٍ مُرِبَّةٍ، وَتَحْبِسُ السِّرْبَ دُونَ الْكَلَأِ الْوَبِيلِ، إِنْ رَتَعَ لَمْ تَذْعُرْهُ، وَإِنْ سَكَنَ لَمْ تُنَفِّرْهُ، وَإِنْ بَغَا كُنْتَ لَهُ مُرْتَادًا، تَرَامُّهُ وَيُرَامُّكَ عَلَى ذَلِكَ، مَا كُنَّا وَكُنْتَ حَتَّى قَعَدَ بِنَا جَدُّنَا، وَنَابَكَ جَدُّكَ {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩] قَالَ: ثُمَّ وَلَّى وَانْدَفَعَ يَقُولُ:
أَأَلْحَقُ أَمْ لا إِنَّ خَيْرَ خِيَارِنَا ... صَرِيعٌ عَلَى أَيْدِي الْعُدَاةِ يَنْفِلُ
تَهَادَاهُ ذُؤْبَانُ الْعَشَائِرِ بَيْنَهَا ... وَيَفْرِي لَهُ بِالْفَأْسِ جَذْعٌ مُرْقِلُ
أَطُودًا مَنِيفًا مُشْمَخِرًّا مُمَرَّدًا ... رَسَا أَصْلُهُ بِالأَرْضِ لا يَتَحَلْحَلُ
عَلَوْتُمْ بِهْ جِذْعًا لِيُعْرَفَ إِنَّمَا ... يُبَانُ الَّذِي يُخْفَى وَلا يُتَأَمَّلُ
فَلَوْلا جَزَاءُ اللَّهِ كُلا بِفِعْلِهِ ... لَعَاشَ وَأَوْدَيْتُمْ وَلِلَّهِ مَوْئِلُ
فَلِلَّهِ عَيْنًا مَنْ رَأَى مِثْلَ خَيْرِنَا ... قَتِيلا وَهَادَى النَّاسَ عُرْفًا جَبْأَلُ
قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ أَنَا ابْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْعَامِرِيُّ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا رُوِيتُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ مِنْ دِمَائِنَا، فَاشْرَبُوا مَا بَدَا لَكُمْ.