وجاء في قص - كس - بإبدال القاف كافًا والصاد سينًا، وهما متقاربا المخرج ويتعاقبان كثيرًا، ومعناها: الدق الشديد. وجاء منها - قش النبات - "بالقاف والشين"، إذا يبس وآن قطعه، كما جعل القش للجمع أيضًا.
وجاء - جز - من قص وبمعنى قطع - وحز - مثلها أو بمعنى فرض للقطع. ثم قيل حزازة للغيظ المؤثر في القلب كما يؤثر الحز في العصا. وجاء - جد وجذ وحذ وجث واجتث - وكثير أمثال ذلك.
وزيدت قط لزيادة في المعنى فقيل - قطف - بمعنى قطع وجمع، وخصصت بالثمر، فكانت زيادة الفاء للدلالة على ما زاد على معنى القطع وهو الجمع، ولعلهم استخرجوا هذا الحرف من حفيف القطيع إذا اجتمع أو من صوت القصب أو الغصون وهي تشد وتحزم، أو من أمثال ذلك.
وزيدت قط زيادة أخرى فقيل: قطم، وتعدت هذه من القطع إلى العض بأطراف الأسنان، ثم منه إلى أكل اللحم فقيل: هو قطيم "ككتف" لمشتهي أكله، وبه سمي الصقر القطامي. ثم حرفت فقيل - الكدم - للعض.
وجاء من قض: عض، بإبدال القاف عينًا، ÷ وهما يتعاقبان في الفصيح: مثل توعلت الخيل وتوقلت، وجاؤوا دفعة ودفقة.
وجاء من قص: قصم وقصع وقصل وقصف، ثم امتد الوضع لمناسبات أو ملابسات إلى القصيمة والقيصوم والقصيم.
وجاء من قصم: قسم، ثم جعل القسم للنصيب وللسهم، ثم قيل مقسم للمهموم، وجعل القسم لليمين، وذهبت هذه الشعب في مدارجها لمعان أخر.
وجاء من قض: قضم وخضم، ومن قص: فص، ومن فص: فصل، ثم المفصل لكل ملتقي عظمين في الجسد، ثم قيل للسيف ثم للحاكم: فيصل. وغير بعيد أن تكون قبض وقبص من قض وقص. وجاء من قص: قرص، ثم القرص والقرصة. وجاء من قص: قعصه بالرمح. وجاء من مختلف هذه الفروع فروع أخر كقرض بمعانيها، ومنها قرض الشعر. وجاء قصر وقلص وكسر، ثم كسر الطائر إذا ضم جناحيه للوقوع، ثم كسر الخباء لجانب البيت. وجاء قشر وكشر وجزر ثم الجزارة: لأطراف الجسم. وجاء الجزم والكسح والقلع والحذف.
وجاء الحد من القد للحاجز بين الشيئين. وجاء الصد والسد. وجاء جذم. وجاء حذا النعل ثم الحذاء. وجاء: صدع وجدع السويق.