للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى هذا تجري في اللغة ألفاظ لم نتعمد إحصاءها وقد لا يمكن ذلك: كشذ، وسذب، وشد، وشطر، وشتر، وشظ، وشق، وشع، وشل، وأت، وبت، وبتر، وتبل، وبتل، وبث، وبثق، وبد، وحذف، وحذم، وخذم، وخد، وخدش، وخدع، ورد، وردع، وصدع .... إلى غير ذلك من الألفاظ.

وإننا نجد الألفاظ المتقاربة تدل على معان متقاربة، كما نرى في: الوشم، والوسم، والرشم، والوشي، والرقش، والنقش، والوشع، والرسم، والروسم، والروشم. وكما نرى في: اللكم، واللطم، واللدم. وفي: الرنين، والحنين، والهنين، والأنين، والأنيت. والخنة، والغنة. وفي: النضح، والنصخ، والنصح، والرشح، والنشح. وفي: الجرجرة، والخرخرة، والهرهرة، والغرغرة، والقرقرة، والكركرة، والدردرة.

وربما ترد الكلمة من لغة على لغة أخرى فتجريها على أساليبها بعد أن تثقلها وتشذ بها، مثال ذلك: الجلاب، من الفارسية: "كل آب" ومثل خشاف من "خوش آب" وسلحفاة من: "سوح باي" وأمثال ذلك كثير.

تطور اللغات:

يقول المثل العامي: الذي لا يتغير يموت. والتغير والتبدل من سنن الكون المقررة، واللغات خاضعة فيما تخضع لهذه السنة، فهي، إذًا، عرضة لذلك على مرور الزمن واختلاف الأحوال، وسبحان من لا يتغير.

إن الألفاظ تدل على معانيها دلالة وضعية متعلقها وضع الواضع، وليس في الألفاظ دلالة ذاتية تمنع تخلفها عن مدلولها.

فالدلالة "الوضعية" تتخلف عن مدلولها بتغير الوضع، والوضع يتغير:

إما قصدًا، بأن يعدل عن هذا اللفظ إلى لفظ آخر ابتداء أو ارتجالًا.

وإما عرضًا كما إذا استعمل اللفظ في غير معناه بضرب من التجوز، ثم كسر وشاع في معناه المجازي حتى أصبح فيه حقيقة تتبادر إلى الذهن عند إطلاقه.

وإما لذهول أو نسيان فيمن يستعمله فينقص أو يزيد بعض الحروف، أو يقدم أو يؤخر في ترتيبها، ثم يتبعه غيره في ذلك تقليدًا؛ والناس يتبع بعضهم بعضًا في اصطلاحهم وعاداتهم.

وإما لعدم التمكن من تعليم كل وليد آداب لغته، فينشأ وفي كلامه تحريف الصغار، لأن الطفل أول ما يتلقى اللغة يعسر عليه النطق بكل حروفها، فيغير ويبدل ويزيد ويحذف، فإن اهتدى

<<  <  ج: ص:  >  >>