للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستدلال بالآثار والنقوش:

أما ما عرف من هذه الآثار فأشهرها: النقش الذي عثر عليه في خرائب أنمارة في حوران على قبر امرئ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي، من ملوك العرب، منقوشًا بخط نبطي ولفظ عربي. جاء به العالم ديسو Diessoud إلى متحف اللوفر Louvre في باريس، وهو خمسة أسطر هذا نصها بالحروف العربية:

١ - تي نفس القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج.

٢ - وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجا.

٣ - برجى في حبج نجرن مدينة شمرو ملك معدو ونزل بنيه.

٤ - الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.

٥ - عكدي هلك سنة ٢٢٣ يوم ٧ بكسول بلسعد ذو ولده.

وهذا شرحها:

(تي): اسم إشارة للمؤنثة ومثلها ذي.

(نفس): روعي بالإشارة إليها جانب اللفظ والمراد بها الذات. يقال: هو نفس الشيء أي ذاته وشخصه، وكني بها عن القبر أي هذا قبر.

(سر القيس): الهمزة في امرئ القيس تلفظ ولا تكتب لأن الخط النبطي ليس فيه لحرف اللين، ولا للهمزة، صورة. وهمزة امرئ وصلية كما لا يخفى، فحذفت الوصلية، والهمزة الأخيرة خطًا. وقد ورث ذلك منه الخط العربي فنزعت منه وجوبًا ألف الرحمن وألف هذا وهؤلاء. وفي رسم المصحف توسع في الحذف أكثر من ذلك.

(بر عمرو): بر بمعنى ابن وهي نبطية، ولم يستعملها العرب، وربما استعملها بعض، محاكاة للنبطية، وفي بضع النقوش بالخط الثمودي، والمؤرخة سنة ٢٦٢ لمدينة بصرى أي سنة ٣٧٤ ب. م اسم القيض بنت عبد مناة، وفي بعضها: برت عبد مناة.

(ملك العرب كله): أي كلهم، وأفرد الضمير على إرادة الشعب العربي.

(ذو أسر التج): ذو: ؛ بمعنى الذي، وهي لغة طيء يستوي فيها الإفراد والجمع والتذكير والتأنيث. وأسر: بمعنى شد وعصب التاج. وفي مجاز الأساس للزمخشري: ما أحسن ما أسر قتبه: أي شده؛ وإنما حذفت ألف التاج لأنها من حروف اللين.

(وملك الأسدين): بمعنى أخضع. كما يقال: ملك رقابهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>