(ونزرو) أي بني نزار، أسقط ألفها لأنها حرف لين، وألحقت بها الواو محاكاة لإلحاقها الأعلام في النبطية.
(وملوكهم وهرب مذحجو) أي جعل قبيلة مذحج تهرب منه، يريد أنه هزمهم.
(عكدي) أي غلابًا وقوة. قال العالم لدزبورسكي Lidzborski: إن عكدي تدل على القوة ولعلها من النبطية.
(وجاء برجى) وفي بعض النسخ نزجى؛ قال بعضهم: إنها اسم مكان. وربما كانت من برج برجًا الشيء إذا ظهر وارتفع؛ قال في لسان العرب: وإنما قبل للبروج بروج لارتفاعها وبيانها وظهورها؛ وتبرجت المرأة: أظهرت وجهها.
(في حبج نجرن) والحبج في العربية مجتمع الحي ومعظمه. أو هو الحبج أيضًا، ومعناه في العربية الظهور بغتة، مصدر حبج يحبج، ويكون المراد: جاء ظاهرًا مهاجمًا لمجتمع هذا الحي من نجران مدينة شمر.
(وملك معدو) أي قبيلة معد. (ونزل بنية الشعوب) أي القبائل العظيمة. والشعب: القبيلة العظيمة والحي العظيم تتفرع منه القبيلة، أي: استعمل بنيه على القبائل.
(ووكلهن فرسو لروم) أي كان ذلك لهم وكالة للفرس والروم. وأقام النون للجمع مكان الميم كما في الآرامية السريانية، لأن لغة النبط، التي تأثرت بها هذه القبرية، كانت متأثرة بالآرامية فسري ذلك إلى عربية هذا النقش.
(فلم يبلغ ملك مبلغه عكدى) أي لم يبلغ ملك مبلغه قوة.
هلك سنة ٢٢٣ يوم ٧ بكسول: أي سنة ٣٢٨ ب. م.
(بلسعد ذو ولده) أي دام بالسعد الذي ولده.
وبعبارة مفسرة أوضح: هلك هو فالبقاء والسعد لولده.
وقد كشف أثر منقوش فوق كنيسة بحر أن اللجا، في المنطقة الشمالية من جبل الدروز، مكتوبًا بالعربية واليونانية - سنة ٥٦٨ ب. م. ونصه العربي: "تاشرحيل بن ظلمو بنيت دا المرطول سنة ... بعد مفسد خيبر بعم" "أي بعام" وترجمة نصه اليوناني:
أسس شراحيل بن ظالم سيد القبيلة مرطول ما يوحنا سنة ٤٦٣ من الأندقطية الأولى ليذكر الكاتب.
منه هذين النصين يعلم الباحث أن البحث العربي في هذا الأثر ليس فيه خروج عن العربية الفصحى، بل هو منها ومن لبابها لفظًا وأسلوبًا. ولا يدع ولا غرابة في ذلك لأن زمنه كان قبل ولادة