للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوزان

وقد رأيت أن الكشف عن حقائق الأوزان العربية التي هجر استعمالها، لم يعن به أحد من الباحثين عناية صالحة، فوضعت هذه الجداول ذاكرًا فيها الأوزان والمقاييس العربية الواردة في كتب اللغة والفقه، ثم نسبتها إلى المقاييس العشرية الفرنسية.

ولكني بعد أن رأيت الاختلاف فاشيًا بين الأئمة في المقادير العربية التي قصدت إلى جهة منها، وهي ما حققه علامة القرن الحادي عشر الشيخ الإمام رضي الدين محمد بن الحسن القزويني في رسالته "ميزان المقادير في تبيان التقادير" وهي المنشورة في مجلة المقتبس الدمشقية؛ فاعتمدت عليها ثقة مني بعلم مؤلفها وجودة تحقيقه.

ولأجل معرفة النسبة بين وجوه المقاييس عند الفريقين اعتمدت على ما استقر عليه رأي الدولة العثمانية في هذه النسبة. والدولة العثمانية هي وريثة الدول العربية، وفيها استقرت الخلافة العربية أربعمائة سنة، مالكة أزمة البلاد العربية من أقصاها إلى أقصاها. وقد كانت الدولة تخرج بيانًا شاملًا في أكثر السنين عن الدولة ومصطلحاتها يسمونه "السالنامة". ووقع في يدي من هذه السالنامات نشره ولاية بيروت لسنة ١٩٠١ ميلادية ١٣٧١ مالية. ورأيت فيها نسبة الدرهم والآفة العثمانيين إلى الكيلو والغرام الفرنسيين. وبعد ذلك أكد لي هذه النسبة أنني رأيتها بعينها مذكورة في بعض الكتب المدرسية التركية التي كانت تدرس في المدارس الرسمية؛ فكان من ذلك أن الدرهم العثماني هو "٦٤ حبة" ويعادل ثلاثة غرامات و ٢٠٧٣٦٢٥ جزءًا من الغرام. والآفة، وهي أربعمائة درهم، تعادل ١٢٨٢.٩٤٥ غرامًا. فتكون الحبة أو القمحة أو الشعيرة على هذا تعادل ٦٤/ ٢٥ ٠.٠٥١١٥٠ من الغرام. وعلى هذا الأساس جريت في تدويني النسبة بين القديم والحديث من هذه المقادير، ولم أتجاوز في رقم الكسور العشرية حد المليون من أجزاء الغرام، فإذا كان هنالك كسر دون النصف عددته صفرًا وإن كان فوق النصف عددته واحدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>