إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن المصنفات العلمية التي تخدم علوم الحديث النبوي الشريف كثيرة ومتنوعة - ولله الحمد -، ومن هذه العلوم المباركة علم الرواة، الذي هو الطريق الميسر، والسبيل الممهد الذي يوصل القارئ، ويعين الناقد للوصول إلى بر الأمان، وشاطئ الاطمئنان، ألا وهو متن الحديث ونصه، ليكون منه معرفة لثبوته، أو وقوف على رده ونقده.
وهذه المصنفات - في الرواة - كثيرة ومتنوعة - كما أسلفت -، وكلما كانت دائرتها ضيقة، وموضوعها خاصا، كلما كان شأنها أعسر على الباحث، وأصعب على الناظر. .
ولكن التيسير بيد الله تعالى - وفضله - فهذا أخونا الفاضل الشيخ أبو محمد أكرم زيادة - زاده الله توفيقا - ينهد لمهمة جليلة في هذا الشأن؛ تيسيرا على أصحاب الحديث، وتذليلا للمتخصصين في العلوم القرآنية - معا - وهي جمع أسماء الرواة الذين أخرج أحاديثهم ومروياتهم الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره الجامع للبيان:" جامع البيان " - فضلا عن مصنفاته المعروفة الأخرى.
وهو عمل - فيما أرى - جليل غاية؛ لما فيه من جهد في الجمع، وجهد في التنقيب، وجهد في التحقيق، وجهد في الترجمة، وجهد في الترتيب، و. . و. . .
واسم هذا العمل العلمي دال عليه:" المعجم الصغير لرواة الإمام الطبري ابن جرير "
فالله أسأل أن ينفع بأخينا الفاضل الشيخ أكرم، وأن يبارك له في علمه وعمله، وأن يجعل عمله هذا متقبلا مبرورا، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.