للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو يزيد: عملتُ في المجاهدةِ ثلاثينَ سنةً فما وجدتُ شيئًا أشدَّ عليَّ مِنَ العلم ومتابعته، ولولا اختلافُ العلماء لتعبتُ، واختلافُ العلماء رحمةٌ إلا في تجريد التوحيد. (صفة الصفوة ٢/ ٣٤٠) و (الرسالة القشيريّة ١/ ٥٧)، فمَن يقولُ بأنّ الاختلافَ رحمةٌ إلا في تجريدِ التوحيدِ لا يُمكنُ أن يقولَ بوحدةِ الوجودِ وأمثالِها من الضلالاتِ والخرافاتِ!

مذهَبُه:

تلقّى المصنّفُ المذهبَ الحنفيَّ عن أهلِه كما يذكر الإمام اللكنويُّ، حيث يقول في الفوائد البهيّة (ص: ٨٤): "أخذَ العلمَ عن السيَد جلالِ الدينِ الكرلانيِّ، صاحب الكفاية حاشية الهداية، عن السغناقيّ صاحب الهدايةِ".

فقد أخذ العلمَ عن العلامةِ السيّدِ جلالِ الدين الكرلانيِّ الخوارزميِّ، وهو علماء الحنفيّة في زمانِهِ، ويظهر لكلّ من اطّلع على كتابه هذا تعمّقه في معرفة المذهب ومعرفة أربابه ومؤلّفاته، ممّا لا يحصل عادةً لكثيرٍ من المشتغلين فيه، وهذا ما يدلّ على علوّ كعبه في المذهب.

كما أنّ اجتهادَهُ في جمع هذا الكتاب في مصر وهي بلدٌ لا يغلب على أهلها الالتزام بمذهب الإمام أبي حنيفةَ دليل على حرصِهِ على نشرِ المذهبِ، وعنايتِهِ به في بلدٍ عزَّ فيهِ المشتغلونَ بالمذهبِ المعتنونَ به دراسةً وتدريسًا.

وقد كان على علاقة طيّبةٍ بعددٍ من علماء المذهبِ المتبحّرينَ فيه، ولذا فقد عرَضَ كتابه هذا بعدَ إتمامه عليهم، كما نقلنا قولَهُ: (ولمّا فَرَعْتُ من تنميقه وتعليقِهِ، وبذلتُ جهدي في تنقيحه وتهذيبه؛ عرَضتُ على العلماء المتبحّرين؛ والفضلاء المفتين؛ فقبِلُوهُ بأحسنِ قَبُولٍ) (أعلام الأخيار ٢/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>