للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهمّةِ، وحضورِ القلب، والتوجُّهِ إلى اللهِ تعالى، فهو بمَنزلةِ المَظروفِ واللبِّ، وهو المقصودُ.

وصورةُ الصلاةِ: صورةُ جَذْبةٍ للحقِّ، بأن يَجذِبَ صورَتَكَ عن الاشتغالِ بغيرِ العبوديّةِ، ومعنى الصلاة: المُناجاةُ مَعَ الربِّ كما قال : "لو عَلِمَ المُصلِّي (١) مَن يُناجي ما التفتَ" (٢)؛ فالمُصلِّي سائرٌ إلى الله تعالى بقلبِهِ، فَيَدَعُ (٣) هواهُ ودُنياهُ وكلَّ شيءٍ سواهُ.

وصلاةُ الظاهرِ بالأذكارِ والأركانِ التي تلونا، وصلاةُ الباطنِ بالانخلاعِ عَنِ الأكوانِ، والتوجُّهِ بالكليّةِ إلى الرحمنِ، واستغراقُهُ بلذةِ (٤) المُناجاةِ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ففي كلِّ رُكنٍ من أركانِ الصلاةِ سرٌّ يُشيرُ إلى حقيقةِ الصلاةِ، فهي المُرادُ من هذهِ الشرائطِ والأركانِ الظاهرةِ عندَ أولي الألبابِ.

ومِنْ شرائطِ الصلاةِ (٥):

استقبالُ القِبلةِ، وفيه: إشارةٌ إلى الإعراض عمّا سِوى طَلَبِ الحقِّ،


(١) زاد في (ص): (مع).
(٢) رواه عبد الرزّاق في مصنّفه في كتاب الطهارة باب: ما يكفّر الوضوء والصلاة، برقم ١٥٠، وذكره العلامة المقريزيّ في مختصره لروايات المروزيّ، بلفظ (ما انفتل) ٦٢، وهو بهذا اللفظ في تعظيم قدر الصلاة للمروزيّ، في باب: ضرر السهو من الصلاة، برقم (١٦٠)، (١/ ١٩٩). وقالَ الزيلعي "نصب الراية" رقم: (٩٢)، قال: غريب، وله من معناه: "إِيَّاكُمْ وَالاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ مَا دَامَ فِي الصَّلَاة" الطبراني "المعجم الأوسط" رقم (٣٩٣٥)، قال الهيثمي: (فيه الواقدي وهو ضعيف) رقم: (٢٤٢٨).
(٣) في (ص): (فيودع).
(٤) في (ص): (بلذاذة).
(٥) قوله: (الصلاة): سقط من ف).

<<  <   >  >>