«المَسَاجِدُ بُيُوتُ المُتَّقِينَ» لا تكتر الشخوص من بيتك إلا فى أمر لا بد منه، فإنه بلغنى عن النبى ﷺ أنه قال: «سِتَّةُ مَجَالِسَ المُسْلِمُ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ مَا كانَ فى شَيْءٍ مِنْهُنَّ: فى سَبِيلِ اللهِ، أوْ فى بَيْتِ اللهِ، أوْ فى عِيَادَةِ مَرِيضٍ، أو شُهُودِ جَنَازَةٍ أو جُمُعَةٍ (١)، أو عِنْدَ إمَامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُهُ وَيُوَقِّرُهُ». أحسن خُلُقَك مع أهلك ومن اعتزّ بك، فإِن فى ذلك رضا لربك، ومحبَّة فى أهلك، ومثْراة فى مالك، ومنسأة فى أجلك، فإنه بلغنى عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال ذلك، أحسن البشر إلى عامة الناس، واتق شتمهم وغيتهم، فإن الله تعالى قال: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ﴾ الآية. وبلغنى عن النبي ﷺ أنه قال:«لَا تَشْتُمِ النَّاسَ» اتّق أهل الفحش، ومجالسة أهل الردى، ومحادثة الضعفة من الناس، فإِنه بلغنى عن ابن مسعود ﵁ أنه قال: اعتبر الناس بأخدانهم فإِنما يخادن الرجلُ الرجلَ مثله. أكرم اليتيم، وارحمه، واعطف عليه، فإِنه بلغنى عن النبى ﷺ أنه قال:«مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا له أو لِغَيْرِهِ كُنْتُ أنَا وَهُوَ فى الْجَنَّةِ كهَاتَيْنِ» وأشار بأصبعيه فضمهما.
اعرف لابن السبيل حقه، واحفظ وصية الله تعالى فيه، فإِنه بلغنى أن أول من ضاف الضيف إبراهيم الخليل ﵇. أعِنِ المظلوم، وانصره ما استطعت، وخذ على يد الظالم، وادفعه عن ظلمه، فإِنه بلغنى عن النبى ﷺ أنه قال:«مَنْ مَشَى مَعَ مَظْلُومٍ حَتَّى يُثْبِتَ لَهُ حَقَّهُ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ». اتّق اتباع الهوى فى ترك الحق، فإِنه بلغنى عن النبى ﷺ
(١) قوله: أو جمعة، هكذا فى الأصل، والذي فى الجامع الصغير. أو بيته، ولعلهما روايتان ا. هـ. مصححه.