للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَصِلُ وَيَقْطَعُونِى، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونِى أفَأُكَافِئُهُمْ؟ فقال : إِذَنْ تُتْرَكُوا جَمِيعًا، ولكِنْ إِذَا أَسَاءُوا فَأَحْسِنْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ». ارحم المسكين المضطرّ، والغريب المحتاج، وأعِنْه على ما استطعت من أمره، فإِنه بلغنى عن ابن عباس أنه قال: كل معروف صدقة. ارحم السائل، واردده من بابك بفضل معروفك بالبذل منك أو قول معروف تقوله له، فإِنه بلغنى عن النى أنه قال: «رُدَّ عَنْكَ مَذَمَّةَ السَّائِلِ بِمِثْلِ رَأْسِ (١) الطَّيْرِ مِنَ الطَّعَامِ» لا تزهد في المعروف عند من تعرفه، وعند من لا تعرفه، فإنه بلغنى عن النبي أنه قال: «لَا تزْهَدْ فى المَعْرُوفِ ولَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ دَلْوِكَ فى إنَاءِ المُسْتَقِى». أرِدْ بكل ما يكون منك من خير إلى أحدٍ الله، فإنه بلغنى عن النبى أن قوله ﷿: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ﴾ الآية. قال: «المُنَافِقُ الَّذِي إِنْ صَلَّى رَاءَى، وإنْ فَاتَتْهُ لَمْ يَبْلُغْ إِلَيْهَا» ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ قال: «المَاعُونُ: الزَّكاةُ الّتِى فَرَضَهَا اللهُ ﷿».

إياك والرياء، فإِنه بلغنى أنه لا يصعد عمل المرائى إلى الله ﷿، ولا يزكيه عنده.

إن استطعت أن تعمل بعمل ما علمت (٢) فيما بينك وبين الله فافعل، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا حَتَّى يُبَلِّغَهَا غَيْرَهُ، فَرُبَّ غَائِبٍ أَحْفَظُ مِنْ شَاهِدٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ».

لا يغفل قلب امرئٍ مسلم عن ثلاث خصال: إِخلاص العمل لله، والنصيحة للإِمام العادل، والنصيحة لعامة المسلمين، فإِن دعوتهم تحيط من ورائهم. إياك وسوء


(١) قوله: بمثل رأس الخ هكذا فى الأصل، ولعل لو سقطت من الناسخ ا. هـ. مصححه.
(٢) قوله: أن تعمل بعمل الخ، هكذا فى النسخ ولعله بعمل ما علمت وحرر ا. هـ.

<<  <   >  >>