للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المراء. إذا هممت بأمر من أمور الدنيا ففكر فى عاقبته، بلغنى عن النبى أنه قال: «إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَفَكِّرْ فِى عَاقِبَتِهِ، فَإِنْ كَانَ رُشْدًا فَأَمْضِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيًّا فَانْتَهِ عَنْهُ». إياك والتجريد خاليا فإنه ينبغى لك أن تستحي من الله إذا خلوت، فإنه بلغنى عن النبي أنه قال: «لَا أُحِبُّ أَنْ يَلِىَ لِى شَيْئًا مَنْ لَا يَسْتَحْيِى مِنَ اللهِ فى الْخَلَاءِ». وإياك

أن تدخل الحمام والماءَ إلا بإزار، ولا يدخل معك أحد الحمام إِلا بإِزار ولن تقدر على ذلك، فإِن لم تقدر فغضّ طرْفك عن كل أحد كان مكشوفا، بلغنى عن النبى أنه قال: «لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَدْخُلَ الْحَمَّامَ إِلاَّ بِإِزَارٍ». أفش السلام، وإن استطعت أن لا يسبقك أحد إليه فافعل تعط بذلك فضلا عن الناس، وبلغنى عن ابن مسعود أنه قال: السلام اسم من أسماء الله وضعه فيكم فأفشوه فيكم، فإن الرجل إذا سلّم كتب له عشر حسنات.

أدّب ولدك ومن وُلِّيت أمره على خُلقك وأدبك حتى يتأدبوا على ما أنت عليه، فيكونوا لك عونًا على طاعة الله، بلغنى عن ابن مسعود أنه قال: كل مؤدب يحب أن يؤخذ بأدبه، وإن أدب الله هو القرآن. وإذا استشارك أحد فإِن شئت تكلمت وإن شئت سكتَّ، واجتهد رأيك، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «المُسْتَشَارُ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ تَكَلَّمَ وَإِنْ شَاءَ سَكَتَ» لا تُفش على أحد سرًّا أفشاه إيك، فإِنما هى أمانة استودعكها وائتمنك عليها، إلا أن يكون إفشاؤه خيرًا له فى دنياه وآخرته فأفشها عليه وانصحه فيها، بلغنى عن النبي أنه قال: «مِنْ حَقِّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ إِذَا اسْتَنَصَحَهُ أَنْ يَنْصَحَهُ». إذا تعلمت علمًا من طاعة الله فلْيُرَ عليك أثرُه، ولْيُرَ فيك سِمَتُه، وتعلَّم

<<  <   >  >>