للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنه قال: «إنِّى أَخافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ اتِّبَاعَ الْهَوَى، وطُولَ الْأَمَلِ» فإِن اتباع الهوى يَصُدُّ عن الحق، وطول الأمل ينسى الآخرة. أنصف الناس من نفسك ولا تستطل عليهم، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «أشْرَفُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: ذِكْرُ اللهِ عَلَى كُلِّ حَال، وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ مِنَ المَالِ، وَإنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ». اغضض بصرك عن محارم الله، فإِنه بلغنى عن على كرم الله وجهه أنه قال: لا تُتْبع النظرة النظرة فإِنما لك النظرة الأولى، وليست لك الأخرى. اتق المطعم الوَبِىّ والمشرب الوبى، والملبس الوبىّ، فإِن ذلك تذهب أنفته (١)، وتبقى عاقبته، وإن الله سبحانه أدّب رسله فقال: ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾. وقال النبي : «مَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ المُسْلِمِ أَكْلَةً أطْعَمَهُ اللهُ مَكَانَهَا أكْلَةً مِنَ نَارٍ، وَمَنْ سَمَّعَ بِأَخِيهِ المُسْلِمِ سَمَّعَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَبِسَ بِأَخِيهِ المُسْلِمِ ثَوْبًا أَلْبَسَهُ اللهُ مَكانَهُ ثَوْبًا مِنْ نَارٍ». اقبل عذر من اعتذر إليك، ورجع عما كرهت، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «مَنِ اعْتَذَرَ إِلَى أَخِيهِ المُسْلِمِ فَلَمْ يَعْذُرْهُ كانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ صَاحِبِ مَكْسٍ». لتكن يدك العليا على كل من خالطت، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» اصحب الأخيار فإِنهم يعينونك على أمر الله ﷿، فإِنه بلغنى عن النبى أنه قال: «مَا تَحَابَّا رَجُلَانِ فى اللهِ إِلاَّ كانَ أفْضَلُهُمَا أشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ». صِلْ رحمك وإن قطعك، ولا تكافئه بمثل ما أتى إليك، فإِنه بلغنى عن النبى أن رجلا قال له: «إِنَّ لِى أَقْرِبَاءَ أَعْفُو وَيَظْلِمُونِى،


(١) أنف الشيء وأنفته: ابتداؤه وأوله كما في القاموس ا. هـ. مصححه.

<<  <   >  >>