للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَفَظَةِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِحَفْرِ الأَنْهَارِ، وَلا لِغَرْسِ الأَشْجَارِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَظَمَإِ الْهَوَاجِرِ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ.

وبه إلى الدينوري، قثا عبد الرحمن بن مرزوق أبو عوف البزوري، ثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة، قال: حج الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة، ودعا بالغداء، فقال: لحاجبه انظر من يتغدى معي وسله عن بعض الأمر، فنظر نحو الجبل فإذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر نائم، فضربه برجله فقال: ائت الأمير، فأتاه فقال له الحجاج: اغسل يدك وتغدى معي. فقال له: إنه دعاني من هو خير منك فأجبته، قال: ومن هو؟ قال: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصوم فصمت. قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم، صمت ليوم هو أشد حرا من هذا اليوم، قال: فافطر وتصوم غدا، قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد؟ قال: ليس ذاك إلي، قال: فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه؟ قال: إنه طعام طيب. قال: لم تطيبه أنت ولا الطباخ، وإنما طيبته العافية.

وبه إلى الدينوري، قثا عبد الله بن روح المدائني، ثنا شبابة بن سوار،

<<  <  ج: ص:  >  >>