عن عبد الرحمن، عن رجل من آل عاصم الجحدري، قال: رأيت عاصما الجحدري بعد موته بسنتين في منامي فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة مع نفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلاقي أخباركم قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ فقال: هيهات بليت الأجساد، وإنما تتلاقى الأرواح.
وبه إلى الدينوري، قثا زيد بن إسماعيل، ثنا داود بن رشيد، قال: قيل: لحبيب الفارسي في مرضه الذي مات فيه: ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك؟ فقال: سفري بعيد بلا زاد، وينزل بي في حفرة من الأرض موحشة بلا مؤنس، وأقدم على ملك جبار قد قدم إلي العذر.
وبه إلى الدينوري، قثا أحمد بن علي الوراق، ثنا الحماني، عن المحاربي، عن عبد الملك بن عمير قال: " قيل: للربيع بن خيثم في مرضه الذي مات فيه: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: انظروني حتى أتفكر، ثم فكر فقال: إن عادا {وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}، قد كانت فيهم أطباء فما أرى المداوي بقي ولا المداوى.