للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسنا في العراق والبحرين والكويت، فقد واصل الآلاف من خريجي مدرسة البصرة ليدخلوا مجالات عملية بنجاح في الأعمال والسياسة، وتزعم تقارير البعثة أن الألفي طفل الذين تخرجوا في مدرسة البعثة حتى عام ١٩٣٨م قد أصبح بعضهم أطباء، وأطباء أسنان ومدراء ورؤساء وكتاب ومترجمين ومعلمين إنهم يحصلون على مرتبات جيدة، وباستثناءات قليلة جدا، فإنهم جميعا قد ارتقوا في السلم الاقتصادي، وكثير منهم قد أصبحوا قادة في دولهم) (١) .

وقد وصف أبو الأعلى المودودي أثر هذه المدارس التنصيرية فقال: (فالمؤسسات التعليمية للمبشرين تخرج طبقة جديدة من الناس، طبقة لا تتمسك بالنصرانية ولا تظل على دين الإسلام، وإنما تفصل نفسها عن تراثها ولا تطبق أي تراث أخلاقي آخر، والنتيجة هي أن تصبح نموذجا غريبا من الجنس البشري في مواقفها الأخلاقية ومعاييرها الثقافية وكذلك في أخلاقها وتصرفاتها وفي لغتها وعاداتها الاجتماعية) (٢) .

وتارة يكون بالتداخل المباشر في المدارس الحكومية- كما كان يحدث إبان الاحتلال- وذلك من خلال تفريغ المناهج العلمية من


(١) أصول التنصير في الخليج، ص: ١٥٤- ١٥٥.
(٢) طائفة من قضايا الأمة الإسلامية في القرن الحاضر، تأليف أبو الأعلى المودودي، نشر مكتبة الرشد، الرياض، ص: ٢٤٢.

<<  <   >  >>