فرض النصرانية بالقوة إن العقول النصرانية - التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة - تريد أن تفرض النصرانية بالقوة: بقوة الحديد والنار والانقلابات العسكرية مع الشعوب التي لا تستجيب إلا لذلك، ولكن بأيد خفية، لا تفقد النصرانية بريقها المتدثر بلباس الشفقة والرحمة على الإنسانية، وقد تفرضها بقوة تفوق الغني على الفقير، وحاجة الفقير إلى الغني- على الشعوب التي لا تملك لقمة عيشها أو ستر عورتها، فتساومها على حياتها، وتخيرها بين الموت جوعا على دينها، وبين الحياة على دين النصرانية.
وقد تفرضها بقوة المدارس والمعاهد على الشعوب الأمية، فتعلمها القراءة والكتابة، لتتنصر ولتقرأ الإنجيل. .، فإن رفضت هذه الشعوب النصرانية فلتبق على أميتها، فليست الغاية عند ورثة الصليبيين تعليم الشعوب وتثقيفها وتطويرها إنما الغاية تنصيرها فحسب.
وهي تبذل جهدها لتحول بين الشعوب الوثنية والإسلام، وقد أنكر الله على أهل الكتاب هذا المسلك فقال جل ثناؤه:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[آل عمران: ٩٩](١) وقال عز من قائل: