الدعوة سيستجيب لها ضعاف الإيمان وأصحاب الأهواء ويزينونها للناس، ويهيئون البيئة المناسبة التي يستنبت فيها الإلحاد والزندقة، وتستعلن فيها رؤوس الكفر مطالبة بحرية الدين والفكر والكفر والعهر والفجور. . ومن ثم يتلصص المنصرون في هذه الأجواء مطالبين- باسم الحرية الدينية والفكرية- بالكفر الصراح وبفتح الكنائس والمدارس التي تدعو إلى النصرانية، والإذن لهم بدعوة الناس علانية إلى دينهم عبر وسائلهم المختلفة.
ويؤكد المنصر جاير دنر - في بحثه الذي قدمه إلى مؤتمر القاهرة التنصيري عام ١٩١٠م- أهمية هذا الأمر في تأثيره على الدين، وتحقيقه لغاياتهم بقوله:(وإذا بدأنا بعدئذ بالإمبراطورية العثمانية نجد حركة يمكن وصفها بشكل عام بأنها تتجه إلى الحرية السياسية أولا ثم الفكرية، وفي النهاية فإن حركة مزدوجة بهذه الطبيعة لا بد أن تؤثر على الدين تأثيرا بطيئا ولكنه أكيد التأثير، إن الاتجاه الخفي للشباب الأتراك أنفسهم نحو التسامح الديني- هو في الغالب- اتجاه متقدم)(١) .
[التركيز على المرأة المسلمة]
التركيز على المرأة المسلمة يهتم المنصرون بالمرأة اهتماما شديدا، إذ نصف البشرية من النساء، ولأن المرأة تتعرض للفقر والفاقة والترمل أكثر من الرجل،
(١) الوثيقة الإسلام الخطر، ص: ٢٠، وانظر أيضا ص: ٢٣ منه.