للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل ذلك شعورا بمقت النصارى مقتا لمسه النصارى أثناء دعوتهم للمسلمين إلى النصرانية فقد كتب نورمان دانيال: (لقد كان أكثر ما أصيب بالضرر هو الاتصال وإمكانية التخاطب مع هؤلاء الناس نتيجة للعلاقة الاستبدادية غير المحتملة من قبل الغزاة تجاه المغلوبين والتي يستحيل التخفيف من آلامها. . . وقد بدأ التشويش على الاتصال عندما رفض الأوربيون أن يقتنعوا بأن العالم مثله كمثل أوربا له الحق في أن تكون له ثقافته الخاصة، لقد كانت مأساة الكنيسة النصرانية هي الخلط بين حقائق الدين والثقافة) (١) ومما يوجه إليه المحاور النصراني في حواره مع المسلمين " ضرورة القيام بفصل المسيحية في حد ذاتها عن العالم الغربي ومواقفه المادية ومواقفه الاستعمارية، فالمسلم لم ينس ذلك بعد (٢) وفي تحليل لشارلي عن البيئة الإسلامية ومدى قبولها للنصرانية قال: (إن تاريخ العلاقة بين الإسلام والنصرانية تاريخ حافل بالحروب التي لم تنقطع، فهنالك فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وأسبانيا والحروب الصليبية والحروب التي دارت بين الطرفين في العصور الوسطى وفي عصر النهضة وفي وسط وشرق أوربا والتوسع الاستعماري للقوى النصرانية الغربية داخل أراضي


(١) التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي ص: ٢٥٤.
(٢) توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين، صادر عن الفاتيكان عام ١٩٦٩ م، نقلا عن مؤامرة الفاتيكان على الإسلام، ص: ١٧٠.

<<  <   >  >>