للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دياناتهم بشتى الوسائل والأساليب (١) وهو عند المسلمين تنصير وأصحابه نصارى. ولم يتخل المسلمون عن هذه المصطلحات منذ أن نزل القرآن الكريم وسماهم النصارى، وكذا سماهم خاتم الأنبياء _ عليه الصلاة والسلام _ حتى جاء العصر الحديث، فداهمت الأمة غزوات استعمارية وفكرية، أُشيعت مصطلحتها بين المسلمين (٢) .

على أن هناك من يفرّق بين الإطلاقين - النصرانية والمسيحية - فيجعل المسيحية هي الدين المنسوب إلى شاؤول أو بولس التي تختلف في جوهرها عن النصرانية التي يتحدث عنها القرآن الكريم، فليس نصارى اليوم، أو مسيحيّو اليوم هم نصارى الأمس من أتباع عيسى ابن مريم - عليهما السلام - قبل تدخل شاؤول أو بولس في تعاليم النصرانية، وتطويعها للوثنية وتقريبها إلى اليهودية أكثر من قربها الشرعي لها. وفي هذا يقول عمر فرُّوخ: " يجب التفريق بين النصرانية والمسيحية، فالنصرانية هي الدين السماوي الذي أوحي إلى عيسى - عليه السلام - وهو دين قائم على التوحيد، وعلى أن المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - نبي. أما المسيحية فهي مجموع التعاليم التي وضعها بولس (ت ٦٧م) والتي بنيت على التثليث الهندي،


(١) محمد عثمان صالح. النصرانية والتنصير أم المسيحية والتبشير. ـ مرجع سابق. _ ص ٤٧.
(٢) محمد عثمان صالح. النصرانية والتنصير أم المسيحية والتبشير:. المرجع السابق - ص ٥٤.

<<  <   >  >>