الغربي، ثم تأتي الدوافع الدينية المقصودة أولا من وراء الحملات. وليست الدوافع الدينية مع وجودها هي المؤشر الأول للاستعداد الذاتي لجميع المنصرين، لأن أعدادا منهم -ولو كانت محدودة - تتخلى عن الهدف التنصيري، وربما تحولت عن النصرانية إلى الإسلام أو إلى غيره، واتجهت إلى مجال الدعوة إلى هذا التوجه الجديد، وبخاصة الإسلام، بين النصارى وربما المسلمين، وقد وجدت حالات كهذه. وهي قليلة ومحدودة، ولكنها على أي حال تبرز شيئا من شعور هؤلاء المنصرين تجاه دعوتهم إلى النصرانية. وقد قابلت حالات من هذا القبيل في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفي المملكة العربية السعودية كانوا قد هيئوا ليصبحوا منصرين، ومارسوا التنصير في بلادهم، وفي بعض المناطق الإسلامية، ولكنهم اهتدوا وأصبحوا دعاة إلى الإسلام يكفرون عن نشاطهم الذي كانوا يقومون به قبل الهداية.
[الضمانات المالية]
٨ - الضمانات المالية: وفي الوقت ذاته يتلقى المنصرون ضمانات مالية واجتماعية من المنظمات والمؤسسات التنصيرية لا تقتصر عليهم فحسب، وإنما تشمل أهلهم وأولادهم، من حيث تأمين السكن والإعاشة والتربية والتعليم، والحصول على المنح العلمية للدراسة في جامعات عالية المستوى.
وأقرب مثال على هذا الدعم المادي الضخم أنه اتصل بي، أيام البعثة، أحد مندوبي منظمة من المنظمات تدعو نفسها جمعية الفورسترز Foresters وطلب مقابلتي. وبعد تمنع مني وإصرار وإلحاح منه سمحت له بالمقابلة. وضربت له موعدا زارني فيه في بيتي، وعرض علي برامج المنظمة وأوجه نشاطها، وسألني إن كنت أرغب في الانضمام للمنظمة، إلا أنه قبل أن يسمع إجابتي على العرض طلب مني أن يعرض علي أربعة أسئلة، تحدد الإجابة عليها مدى رغبتي في الانضمام، ولو بعد حين. وكان السؤال الأول هو مدى قبولي رعاية الجمعية لابني، المولود حديثا، من