للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التنصير. ويؤيد هذا ما ذكره زويمر نفسه، حيث يقول: "إن الخطة الفاسدة الخطرة التي تفضي ببث مبادئ المدنية مباشرة ثم نشر المسيحية ثانيا عقيمة لا فائدة ترجى منها، لأن إدخال الحضارة والمدنية قبل إدخال المسيحية لا تحمد مغبته، بل تنجم عنه مساوئ كثيرة تفوق المساوئ التي كانت قبلا " (١) .

ويؤيد هذا أيضا قول أحدهم في مؤتمر كلورادو ١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨م: "إن غالبية المسلمين الذين يحتمل أن يتنصروا هم من الذين يعتنقون ما يطلق عليه الإسلام الشعبي (أو إسلام العامة) ، وهم أرواحيون، يؤمنون بالأرواح الشريرة والجن ويعرفون القليل جدا عن الإسلام الأصيل، كما يؤمن هؤلاء بدرجة كبيرة بالتعاويذ التي يعتقدون أنها تمدهم بالقوة لمواجهة شرور الحياة وتحدياتها" (٢) .

أما الجن فيؤمن به المسلمون، وأما الأرواح الشريرة والتعاويذ فلا ينبغي أن يكون لها مكان في قلوب المسلمين، ولا في حياتهم اليومية، لأن عقيدة التوحيد التي نؤمن بها ونتبناها لا تدع مجالا للخرافة أن تنخر في حياتنا، فتهدمها، وما تفشي هذه التعاويذ، واستشراء الخرافة في بعض المجتمعات المسلمة إلا نتيجة حتمية للبعد عن العقيدة الصافية التي يقلل من شأنها وشأن دعاتها، وتوجه لهم الاتهامات بالتخلف والانحراف.

[الاستعداد الذاتي]

٧ - الاستعداد الذاتي: ولدى المنصرين، في مجملهم، الاستعداد الذاتي للانخراط في حملات التنصير لدوافع مختلفة، أبرزها المغامرة والرحلات والدخول في مجتمعات مختلفة عن المجتمع


(١) انظر: أ. ل. شاتليه. الغارة على العالم الإسلامي. - المرجع السابق - ص٩٢.
(٢) انظر: دون م. ماكوري. التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي. -مرجع سابق - ص٢٥٢.

<<  <   >  >>