للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للغرب، باقية في ضميره بكل محتواها الديني، يجدها الإنسان دائما في العمل تحت أكثر الأشكال تنوعا، واليوم أيضا، فإن أغلب مشروعات التنمية الأساسية في العالم الثالث تعمل بطريق مباشر أو غير مباشر تحت شارة الصليب (١) .

١٠ - والهدف الذي يذكر هنا متأخرا قصدا هو إدخال النصرانية أو إعادتها إلى عدد كبير من البلاد الإسلامية وغيرها، وبخاصّة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وفي هذا يقول روبرت ماكس أحد المنصِّرين من أمريكا الشمالية " لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قُدَّاس الأحد في المدينة " (٢) .

ويأتي هذا الهدف متأخرا في الترتيب؛ لأنه قد تبين من تجارب المنصرين في المجتمعات الإسلامية بخاصة، والتي وصل إليها الإسلام بعامة، أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الهدف هو إدخال الآخرين في النصرانية، بقدر ما هو محاولة لضمان استمرار سيطرة النصرانية على الأمم الأخرى.

ويمكن القول بأن هذه الأهداف المذكورة أعلاه تمثل مجمل ما يسعى المنصرون بعامة إلى تحقيقه في حملاتهم التنصيرية.


(١) نشر كتاب سيرج لاتوش تغريب العالم في باريس ١٩٨٩م ونقل عنه أحمد عبد الوهَّاب بعض المقتطفات. انظر أحمد عبد الوهَّاب: التغريب طوفان من الغرب ـ القاهرة: مكتبة التراث الإسلامية، ١٤١١هـ ـ ١٩٩٠م ـ ص١٣.
(٢) عبد الودود شلبي: الزحف إلى مكة، حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ـ القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، ١٤٠٩هـ ـ ١٩٨٩م ـ ص ١٣.

<<  <   >  >>