للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملك موتيسّا وحاشيته قد اعتنقوا الإسلام منذ زمن بعيد - حيث سبق المسلمون إلى إفريقيا (١) فانزعج ستانلي عندما علم أن الحاكم قد اعتنق الإسلام، فسارع إلى إرسال خطاب إلى جريدة الديلي تلغراف ونُشر الخطاب في ١٧ / ١ / ١٢٩٢ هـ - الموافق ١٥ / ١١ / ١٨٧٥ م، وهو يعد نقطة تحول في تاريخ الإسلام الحديث في شرق إفريقيا ووسطها (٢) .

وقد بدأ ستانلي الخطاب بذكر اعتناق الحاكم موتيسا الإسلام على يد تاجر سمّاه خميس بن عبد الله ودعا إلى سرعة إرسال المنصرين والإرساليات، وخاصة من بريطانيا. وركز على عدم تأثير الوعظ وحده فحسب على شعب يوغندا الذكي. كما ركز على أن الرجل المطلوب هو المعلم النصراني الخبير المتمرس الذي يستطيع أن يعلم أفراد الشعب كيف يصبحون نصارى، فيعالج مرضاهم ويبني لهم المساكن، ويعلم الأهلين الزراعة، ويوجه يده إلى أي شيء " كما يفعل الملاح ". مثل هذا الرجل سيصبح منقذ إفريقيا من الإسلام.

وكان من تأثير هذا الخطاب أن جمعت التبرعات، ووصلت في ذلك الوقت إلى ألفين وأربع مائة [٢٤٠٠] جنيه إسترليني بعد أقل من عام على نشر الخطاب في الجريدة الديلي تلغراف. وقد وزع المبلغ على الجمعيات التنصيرية، ومنه أرسلت


(١) انظر: محمد بن سليمان الخضيري. " السياسة والتنصير في شرق إفريقيا في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) . - مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ع١٩ (جمادى الأولى ١٤١٨ هـ - سبتمبر ١٩٩٧م) . - ص ٤٨٥ - ٥٥٣.
(٢) انظر: إبراهيم الزين صغيرون. " لمحات تاريخية عن انتشار الإسلام في أوغندا ". مرجع سابق ص١٧ - ٢٩.

<<  <   >  >>