للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجامعات مجموعات كبيرة من أبناء المسلمين يكون لها زمام المبادرة في شغل المناصب العليا ذات التأثير الإداري والثقافي والأدبي والسياسي، بل والديني أحيانا. وتُلمَّع هذه المجموعة المتخرجة من الجامعات الأجنبية، وتُعطى الهالة الإعلامية، وتساند بعضها في المناسبات العلمية والثقافية والأدبية وغيرها.

وهذه ظاهرة تستحق وحدها - في نظري - الدراسة. وفي هذا المجال يقول بيزوز الذي تسلّم رئاسة الجامعة الأمريكية في بيروت سنة ١٣٦٩ هـ - ١٩٤٨ م، وكانت تسمّي حينئذ بالكلية البروتستاتية الإنجيلية: " لقد أدى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلّها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سورية ولبنان، ومن أجل ذلك تقرّر أن يُختار رئيس الكلية البروتستاتية الإنجيلية من مبشري الإرسالية السورية " (١) .

ولا تخفى هذه الجامعات والمعاهد العليا نزعتها التنصيرية، إلا في الأوقات التي تجد فيها من المصلحة أن تسير مع تيار يسيطر على الساحة، كما سارت مع تيار القومية الذي شاع ردحا من الزمن (٢) .

وكما يتوقع لها أن تسير مع تيار الصحوة التي تسميها بالأصولية لدراستها من منظور تنصيري استشراقي، يعمد إلى تشويهها ونعت أبنائها بالتطرف والإرهاب، وإلى أفكار من يدرسها أو يعمد إلى تبني هذا


(١) عبد الودود شلبي. الزحف إلى مكة: حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي. - مرجع سابق. ص٨٣.
(٢) مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية. - مرجع سابق. - ص ١٠٦.

<<  <   >  >>