للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: " ها قد عدنا يا صلاح الدين " (١) .

وقد وقف المنصرون ورجال السياسة (المستعمرون) وجها لوجه حول أي الفريقين يجب أن يتقدم الآخر. والمعروف في التاريخ أن المنصرين هم الذين يدخلون البلاد أولا، ثم يتلوها المستعمرون. إلا أن المنصرين رغبوا في تقدم الجيوش عليهم مع بداية القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي، وذلك بعد أن أدرك الحكام المحليون أن دخول المنصرين يعني احتلال البلاد، فيجد المنصرون من ذلك عنتا ومشقة. وكان المنصر واطسون قد اقترح أن تتعاون الحكومات الغربية في سبيل منع انتشار الإسلام بين القبائل الوثنية في إفريقيا، حتى تكون مهمة التنصير أهون عندما يزول المنافس (الإسلام) ، ولا يزال المنصرون يخشون هذه المناقشة خشية شديدة (٢) .

ويرى المنصرون " أن السيادة الغربية في قطر إسلامي ما معناها تسهيل انتقال المسلمين إلى النصرانية، أما فقدان هذه السيادة فينتج عنه حركة عكسية تماما " (٣) .


(١) انظر جلال العالم. قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله. ط٢ [طرابلس الشام: المؤلف] ١٣٩٥ هـ - ١٩٧٥ م. - ص٢٦ - ٢٧، حيث يذكر المؤلف أن الجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق بالشام توجه فورا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له: " ها قد عدنا يا صلاح الدين ".
(٢) انظر: عبد الفتاح أحمد أبو زايدة. التبشير الصليبي والغزو الاستعماري. مالطا: منشورات رسالة الجهاد ١٩٨٨م. - ١٤٧ ص، وانظر أيضا: مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية. - مرجع سابق - ص ١٤٥.
(٣) انظر: مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية. المرجع السابق. ص ١٤٦.

<<  <   >  >>