للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذكرات أميرة عربية أن التسامح مع المنصرين قد وصل إلى إقامة الكنائس في مجتمع مسلم خالص (١٠٠%) . كما هي الحال في زنجبار، كما وصل إلى السماح للمنصرين بالعمل بهذه المجتمعات والوقوف في وجه من يتصدى لهم أو يحذر منهم أو يضيق عليهم. ورغم أن هذه الأميرة العربية قد تنصرت ورحلت إلى مجتمع نصراني إلا أن مذكراتها تقطر بالأسى لما وصلت هي إليه، ولما وصل إليه أهلها وبعض أبناء عشيرتها في زنجبار (١) .

وليس الحال هنا مقصورا على هذه المذكرات أو هذه الأميرة، بل إن أمراء عربا آخرين كانت لهم مواقف يسروا فيها للمنصرين السبيل إلى تحقيق شيء من تطلعاتهم، في الوقت الذي كانوا يتوقعون قدرا من المقاومة، ولا سيما إذا جاء هؤلاء المنصرون بثياب الأطباء والممرضات، مما يدخل في التنصير المختفي الذي مر ذكره في الفصل الأول من هذه المناقشات، وإلا لا يتصور أن يسمح الأمراء والحكام العرب بالدخول التنصيري الصريح في مجتمعات كلها مسلمون، إذ إنهم


(١) يذكر عبد المجيد القيسي في مقدمة كتاب مذكرات أميرة عربية أنه مما " يجب أن يذكر بالشكر والامتنان لهذه الكاتبة العربية أنها رغم تنصرها وحياتها الطويلة في بلاد الغرب وتنكر أهلها لها فقد ظلت وفية مخلصة لأهلها وبلادها ودينها الأول، فخورة بهم دوما كما يظهر ذلك من ثنايا كتابتها، فهي إذا ما اضطرت إلى ذكر شأن من شؤون الشرق مما لا يستسغية الغربيون، كحجاب المرأة أو تعدد الزوجات أو تملك الرقيق مثلا، نرها تنبري للدفاع عن الفكرة وتبريرها دفاعا شديدا لا ينقص من نبل قصدها اتسامه أحيانا بالبراء والسذاجة". انظر: السيدة سالمة بنت السيد سعيد بن سلطان سلطان مسقط وزنجبار. مذكرات أميرة عربية. - عُمان: وزارة التراث القومي والثقافة، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥ م. ص ٥٠.

<<  <   >  >>