للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا أوسع من الصبر» (١) . وفي التنزيل: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦] (٢) و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦] (٣) . وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠] (٤) .

وفي الصيام من كسر النفس والحد من كبريائها حتى تخضع للحق وتتواضع للخلق، ما لا نظير له؛ فإن الشبع والري ومباشرة النساء، يحمل كل منها جملة من الناس - غالبا - على الأشر، والعلو، وبطر الحق، وغمط الناس في كثير من الأحوال.

وفي الجوع والظمأ وهجر الشهوات - خصوصا على وجه العبودية لله - ما يكسر من حدتها ويكبح من جماحها، ويكون عونا للمرء عليها ويجعلها تستعد لطلب وتحصيل ما فيه غاية سعادتها، وقبول ما تزكو به في حياتها الأبدية. قال تعالى:


(١) جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (١٤٦٩) في الزكاة، باب: "الاستعفاف عن المسألة. ومسلم برقم (١٠٥٣) في الزكاة، باب: "فضل التعفف والصبر" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(٢) سورة آل عمران الآية: ١٤٦.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٤٦.
(٤) سورة الزمر، الآية: ١٠.

<<  <   >  >>