للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا من حكم فرضية الصيام]

ثانيا: من حكم فرضية الصيام شرع الصيام لحكم عظيمة كثيرة، استوجبت أن يكون فريضة من فرائض الإسلام، وركنا من أركانه، فكم فيه من المنافع الجمة، وكم له من الآثار المباركة.

فالصيام عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، بترك محبوباته ومشتهياته، طاعة لربه وإيثارا لمحبته؛ فيقدم ما يحبه خالقه ومولاه على ما تحبه نفسه وتهواه، فيظهر بذلك صدق إيمانه، وكمال عبوديته لله، وخالص محبته، وعظيم طمعه ورجائه فيما وعد الله به أهل طاعته، من الرحمة والرضوان والمغفرة والإحسان والأجر العظيم والنعيم المقيم في الجنان.

وفي الصيام ممارسة ضبط النفس والسيطرة عليها والتحكم فيها، والأخذ بزمامها إلى ما فيه خيرها وسعادتها وفلاحها في العاجل والآجل، حيث يُصبِّر المرء نفسه على فعل الطاعات، وترك الشهوات.

وفي الصحيح قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا» (١) وقال عليه الصلاة والسلام: «وما أعطي أحد عطاء خيرا


(١) جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (١ / ٣٠٧) وقد أطال أحمد شاكر في تحقيق المسند (٢٨٠٤) في الكلام حول هذا الحديث والحاصل أن إسناده صحيح وقد رواه الترمذي بلفظ مختلف (٢٥١٦) وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه الإمام أحمد أيضا في المسند (١ / ٢٩٣، ٣٠٣) قال أحمد شاكر في تحقيقه على المسند (٢٦٦٩، ٢٧٦٣) : إسناده صحيح.

<<  <   >  >>