للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

البخاري.

وفيه أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» (١) .

ولا يخفى ما في ذلك من تبشير المؤمنين بكثرة الأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة، وما يتيسر لهم من أسباب الإعانة عليها والمضاعفة لها، وما جعله الله في رمضان من دواعي الزهد في المعاصي والإعراض عنها، وضعف كيد الشياطين وعدم تمكنهم مما يريدون.

ومن فضائل صوم رمضان، ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (٢) . فمن صام الشهر مؤمنا بفرضيته محتسبا لثوابه وأجره عند ربه، مجتهدا في تحري سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيه فليبشر بالمغفرة.

وإذا كان ثواب الصيام يضاعف بلا اعتياد عدد معين، بل يؤتى الصائم أجره بغير حساب، فإن نفس عمل الصائم يضاعف في


(١) أخرجه البخاري برقم (١٨٩٩) في الصوم، باب: "هل يقال: رمضان أو شهر رمضان. . .؟ ". ومسلم برقم (٧٦٠) في صلاة المسافرين، باب: "الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح".
(٢) سبق تخريجه ص (٩) .

<<  <   >  >>