للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا الحديث شفقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على أمته. وفيه حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على السنة، ورغبتهم في قيام الليل. وفي الصحيحين أيضا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (١) . وهذا من أدلة فضل قيام رمضان، وخاصة العشر الأواخر منه - فإحياؤها من سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - تحريا لليلة القدر، طلبا لما فيها من عظيم الأجر.

وقيام رمضان شامل للصلاة، في أوله وآخره، والتراويح من قيام رمضان، ففي السنن وغيرها عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» (٢) . فينبغي الحرص عليها، والاعتناء بها، رغبة في الخير وطلبا للأجر، فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف، ليحصل له أجر قيام ليلة.

وإن أحب أن يصلي من آخر الليل، ما كتب له - فله ذلك - ليفوز


(١) سبق تخريجه ص (٢٨) .
(٢) أخرجه أبو داود برقم (١٣٧٥) . والترمذي برقم (٨٠٦) والنسائي (٣ / ٨٣، ٨٤) رقم (١٣٦٣) والنسائي (٣ / ٢٠٢، ٢٠٣) رقم (١٦٠٤) . وابن ماجه برقم (١٣٢٧) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الأرناؤوط في تحقيق جامع الأصول (٦ / ١٢٠) رقم (٤٢٢٠) : إسناده صحيح.

<<  <   >  >>