للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعشرين، وفي ثالثة أربع وعشرين، وهكذا.

قال الحافظ في الفتح: أرجح الأقوال أنها في الوتر من العشر الأخير وأنها تنتقل (١) .

قلت: ومما قرره أهل العلم بشأنها أنها تتحرى وتطلب في ليالي الشفع كما تطلب في ليالي الوتر، ولهذا جاء في بعض الأحاديث ونقل عن بعض السلف تحديدها في بعض الأعوام في ليالي الشفع من العشر.

وقد وجّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذلك بقوله: "إن كان الشهر تاما فكل ليلة من العشر وتر، إما باعتبار الماضي كإحدى وعشرين، وإما باعتبار الباقي كالثانية والعشرين، وإن كان ناقصا فالأوتار باعتبار الباقي موافقة لها باعتبار الماضي".

ولهذا ينبغي أن يتحراها المؤمن في كل ليالي العشر، عملا بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» (٢) متفق عليه.

وإنما أخفى الله علمها عن العباد رحمة بهم ليكثر اجتهادهم في طلبها، وتظهر رغبتهم فيها، وتكثر العبادة فيها، ليحصلوا


(١) فتح الباري لابن حجر (٤ / ٣١٣) .
(٢) أخرجه البخاري برقم (٢٠٢٠) في فضل ليلة القدر، باب: "تحري ليلة القدر في الوتر. . " ومسلم برقم (١١٦٩) في الصيام، باب: "فضل ليلة القدر والحث على طلبها. . . ". عن عائشة رضي الله عنها.

<<  <   >  >>