للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مثل أجر فاعله» (١) رواه مسلم.

ومما ينبغي التفطن له تربية الأهل على العناية بهذه الليالي الشريفة، وإظهار تعظيمها، والأخذ بسُنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيها، فقد كان يوقظ أهله (٢) . وكل من يطيق القيام للصلاة والذكر، والتنافس فيما ينال به عظيم الأجر من خصال البر، حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة، فيما يقرب إلى الله تعالى، فإنها من فرص العمر وغنائم الدهر.

ومما يدعو إلى القلق وعظيم الحزن تساهل بعض الناس - هدانا الله وإياهم - فيها، وزهدهم في خيرها، حيث يظهر منهم الكسل فيها أكثر مما سبقها من الشهر، حتى يتخلّفون عن الفرائض ويهجرون المساجد، ويزدحمون في الأسواق، ويرتكبون بعض خصال النفاق، نسأل الله تعالى لنا ولهم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا من المسارعين إلى المغفرة والجنات، المتنافسين في الخيرات، الفائزين بعظيم الأجور وأعالي الجنات، إنه سبحانه سميع مجيب الدعوات.


(١) أخرجه مسلم برقم (١٨٩٣) في الإمارة، باب: (فضل إعانة الغازي في سبيل الله. . . . . . " عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه.
(٢) لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" أخرجه البخاري برقم ٢٠٢٤. ومسلم برقم ١١٧٤. وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة.

<<  <   >  >>