وفيه ١٤:(والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني) .
ففي هذه الأقوال صرح المسيح عليه السلام بأنه إنسان معلم لتلاميذه، ونبي مرسل من الله، وأن الله يوحي إليه، فهو لا يتكلم إلا بالحق الذي سمعه من الله تعالى، وهو أمين على الوحي لا يخفي منه شيئا، ويعلمه لأتباعه كما تلقاه من ربه، وكان الله تعالى يجري المعجزات على يديه بصفته إنسانا نبيا مرسلا، لا بصفته إلها وابن الله.
القول السابع: ورد في إنجيل متى ٢٦ / ٣٦ -٤٦:(٣٦) حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جَثْسَيْمَانِي فقال للتلاميذ اجلسوا هاهنا حتى أمضي وأصلي هناك (٣٧) ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب (٣٨) فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا هاهنا واسهروا معي (٣٩) ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت (٤٠) ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما. فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة (٤١) اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف (٤٢) فمضى أيضا ثانية وصلى قائلا يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك (٤٣) ثم جاء فوجدهم أيضا نياما إذ كانت أعينهم ثقيلة (٤٤) فتركهم ومضى أيضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه (٤٥) ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا، هو ذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة (٤٦) .