للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الثامن: أن القرآن الكريم معجزة باقية متلوة في كل مكان؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظه، بخلاف معجزات الأنبياء السابقين؛ فإنها مؤقتة في حياتهم وانقضت بوفاتهم، لكن معجزة القرآن الكريم باقية على ما كانت عليه من وقت نزوله وإلى زماننا هذا، ومازالت حجته قاهرة ومعارضته ممتنعة، فإن بلاد العالم مملوءة بالملاحدة والمخالفين العنيدين من كل ملة ونحلة، وكلهم عاجزون عن الإتيان بمقدار أقصر سورة من هذا القرآن الكريم، وستبقى هذه المعجزة إن شاء الله ما بقيت الدنيا وأهلها.

الأمر التاسع: أن قارئ القرآن لا يسأمه، وسامعه لا يمله، بل تكراره يوجب زيادة محبته، وغيره من الكلام مهما كان بليغا فإن تكراره يمل في السمع، ويكره في الطبع، بخلاف القرآن الكريم فإن الهيبة تعتري تاليه، والخشية تلحق قلوب سامعيه، وهذه الهيبة والخشية قد تكون لمن لا يفهم معانيه ولا يفهم تفسيره، بل ولمن لا يعرف اللغة العربية أيضا.

الأمر العاشر: أن القرآن الكريم يحفظ نصه بسهولة بالغة، كما قال تعالى في سورة القمر الآيات ١٧ و٢٢ و٣٢ و٤٠: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [القمر: ١٧] فحفظه ميسر على الأولاد الصغار في أقرب مدة، وحفاظ القرآن الكريم منتشرون في الأقطار بحيث يمكن أن يكتب القرآن الكريم كاملا من حفظ كل منهم دون وقوع الغلط في الإعراب فضلا عن الألفاظ، بينما لا يوجد في كل ديار النصارى واحد يحفظ الإنجيل فضلا عن حفظ كتب العهدين، وهذا هو الفضل البديهي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولكتابها القرآن الكريم.

<<  <   >  >>