للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أي كليمنس) اعترف أنه كان ينقل الروايات اللسانية من عدة شيوخ، أحدهم سُرياني في اليونان، وثانيهم آشوري في المشرق، وثالثهم عبراني في فلسطين، ولكن الشيخ الذي نقل عنه الروايات اللسانية وكان أفضل من المشايخ كلهم ولم يطلب شيخا آخر بعده هو الشيخ الذي كان مختفيا في مصر.

وذكر يوسي بيس أيضا أن أرينيوس كتب ما وصل إليه بالرواية اللسانية من بوليكارب، وكانت الكنيسة تبلغ عن بوليكارب بالرواية اللسانية، وكان أرينيوس يفتخر أنه لا يكتب في القرطاس، وإنما تعوّد من قديم الأيام أن يحتفظ بالأحاديث في صدره. وذكر أن أكناثيوس عندما مر في آسيا الصغرى قوّى الكنائس المختلفة وأوصاهم باللصوق بالروايات اللسانية لصوقا قويا. وأن بيبيس كتب جميع الأشياء التي وصلت إليه من المشايخ وأتباعهم؛ لأن الفائدة التي حصلت له من ألسنة الأحياء لم تحصل له من الكتب. وأن المؤرخ المشهور هجيسي بوس كتب مسائل الحواريين التي وصلت إليه بالرواية اللسانية بعبارة سهلة في خمسة كتب. وأن أساقفة كثيرين قبلوا روايات لسانية كثيرة في باب عيد الفصح قدمها لهم بعض الأشخاص، فكتبها الأساقفة في كتاب وأرسلوا نقوله إلى الكنائس لإلزام الناس بها. وأن كليمنس اسكندر يانوس الذي كان من أتباع تابعي الحواريين ألف كتابا في بيان عيد الفصح استجابة لرغبة الأحباء الذين طلبوا منه تدوين الروايات اللسانية التي سمعها من الأساقفة.

وذكر جان ملنر الكاثوليكي في رسالته العاشرة التي كتبها إلى جيمس برون أن مبنى إيمان الكاثوليك ليس كلام الله المكتوب فقط، بل أعم من ذلك مكتوبا أو غير مكتوب، أي الكتب المقدسة والروايات اللسانية على ما

<<  <   >  >>