والثاني: في عهد السلطان دومشيان (دوميتيانوس) ، الذي صار إمبراطور روما عام ٨١م، (وهو أخو تيطس الذي ذبح اليهود سنة ٧٠م) ، وكان طاغية جبارا، وعدوا للنصارى مثل نيرون، فأجلى يوحنا الحواري، وأمر بالقتل العام، وأسرف في قتل الكبراء ومصادرة أموالهم، ونكل بالنصارى تنكيلا عظيما فاق ما فعله أسلافه، وكان أن يستأصل النصرانية، وبقي الحال هكذا إلى أن قتل سنة ٩٦م.
والثالث: في عهد السلطان تراجان (ترايانوس) ، الذي صار امبراطور روما عام ٩٨م، فقد بدأ اضطهاده العنيف للنصارى سنة ١٠١م، واشتد جدا سنة ١٠٨م حيث أمر بقتل كل من بقي من ذرية داود، فقام الضباط بالتفتيش، وبقتل كل من وجدوه منهم، وأعدم كثيرين من الأساقفة بالصلب أو بالضرب أو بالإغراق في البحر، وبقي الحال هكذا طيلة حياته إلى أن فاجأه الموت سنة ١١٧م.
والرابع: في عهد السلطان مرقس أنتيونينس (أنطيونينوس ماركوس) ، الذي صار إمبراطور روما عام ١٦١م، وكان فيلسوفا رواقيا ووثنيا متعصبا، بدأ اضطهاده للنصارى عام ١٦١م ولمدة تزيد على عشر سنين، حتى بلغ القتل شرقا وغربا، وكان يطلب من الأساقفة أن يكونوا مع جملة سدنة الأوثان، ومن أبى يجلسونه على كرسي حديد تحته نار، ثم يمزق لحمه بكلاليب من حديد.
والخامس: في عهد السلطان سويرس (سيفيروس) ، الذي صار إمبراطور روما عام ١٩٣م، وابتدأ اضطهاده للنصارى عام ٢٠٢م، فأمر بالقتل في كل ناحية، وكان القتل على أشده في مصر وقرطاجة وفرنسا حيث قتل