الألوف في غاية الشدة، فظن النصارى أن هذا الزمان هو زمان الدجال.
والسادس: في عهد السلطان مكسيمن (ماكسيمينيوس) ، الذي صار إمبراطور روما سنة ٢٣٥م، فأحيا رسوم الوثنية، وبدأ اضطهاده للنصارى عام ٢٣٧م، فأصدر أمره بقتل جميع العلماء؛ لأنه ظن أنه إذا قتل العلماء جعل العوام مطيعين له في غاية السهولة، ثم أمر بقتل كل نصراني بلا فحص ولا محاكمة، فكثيرا ما كان يطرح منهم في جب واحد خمسون أو ستون قتيلا معا، ثم هم بقتل جميع سكان روما، فقتله أحد الجند سنة ٢٣٨م.
والسابع: في عهد السلطان دي شس (دنيس) ، الذي بدأ اضطهاده للنصارى سنة ٢٥٣م، وقد أراد هذا السلطان استئصال الملة النصرانية، فأصدر أوامره بذلك إلى حكام الولايات، ونفذ الولاة أوامره بقسوة فبحثوا عن النصارى وقتلوهم في كل مكان بعد التعذيب الشديد، وكان ظلمه وقهره شديدا في مصر وأفريقيا وإيطاليا والمشرق (آسيا الصغرى وبلاد الشام) ، حتى ارتد في زمنه كثيرون من النصرانية إلى الوثنية.
والثامن: في عهد السلطان ولريان (والريانوس)(فالريان) ، الذي بدأ اضطهاده للنصارى سنة ٢٥٧م، عندما أصدر أمره الشديد بقتل جميع الأساقفة وخدام الدين، وإذلال الأعزة ومصادرة أموالهم، وسلب حلي نسائهم، وإجلائهن من الأوطان، ومن بقي منهم بعد ذلك نصرانيا ورفض تقديم قربان للإله جوبيتر يقتل أو يحرق أو يلقى للنمور تفترسه، فقتل بضعة ألوف، وأخذ الباقون عبيدا مقيدين بالسلاسل لاستعمالهم في أمور الدولة.
والتاسع: في عهد السلطان أريلين، الذي بدأ اضطهاده للنصارى بأوامر