مشددة ضدهم سنة ٢٧٤م، لكن لم يقتل فيه كثير؛ لأن السلطان قتل.
والعاشر: في عهد السلطان ديوكليشين (دقلديانوس) ، الذي صار إمبراطور روما عام ٢٨٤م، وبدأ اضطهاده للنصارى سنة ٢٨٦م بقتل (٦٦٠٠) من النصارى، وكانت ذروته سنة ٣٠٢م، واستمر إلى سنة ٣١٣م، ففي سنة ٣٠٢م أحرق بلدة فريجيا كلها دفعة واحدة بحيث لم يبق فيها أحد من النصارى، وأراد هذا السلطان أن يمحو الكتب المقدسة من الوجود، واجتهد في هذا الأمر اجتهادا عظيما، فأصدر أمره في شهر آذار (مارس) سنة ٣٠٣م بهدم جميع الكنائس وإحراق الكتب، وعدم اجتماع النصارى للعبادة، فنفذ الولاة أمره بصرامة شديدة، فهدمت الكنائس في كل مكان، وأحرق كل كتاب عثروا عليه بالجد التام، وعذب عذابا شديدا كل من ظن أنه أخفى كتابا، وامتنع النصارى عن الاجتماع للعبادة، قال يوسي بيس: إنه رأى بعينيه تهديم الكنائس وإحراق الكتب المقدسة في الأسواق.
وأصدر أمره لعامله على مصر أن يجبر الأقباط على عبادة الأصنام، وأن يذبح بالسيف كل من يأبى، فقتل منهم (٠٠٠ر٨٠٠) ، فسمي عصره بعصر الشهداء، وكان يقتل من النصارى في كل يوم ما بين ٣٠-٨٠ نفسا.
واستمر اضطهاده للنصارى عشر سنين حتى ملأ الأرض قتلا شرقا وغربا، فهذا الاضطهاد أعنف من كل الاضطهادات السابقة وأطولها أمدا.
فهذه الوقائع العظيمة والبلايا الجسيمة التي يكتبونها في تواريخهم، لا يتصور فيها كثرة النسخ وانتشارها شرقا وغربا كما يزعمون، بل لا يتصور فيها إمكانية المحافظة على سلامة النسخ الموجودة بين أيديهم ولا تصحيحها ولا