في تعامله مع مولاه جل وعلا فيصحح مساره، ويعدل أخطاءه، ويصارح نفسه، ويبكى على خطيئته، ويصفي فؤاده، وينقي قلبه، وتغسل خطاياه، وتمحى ذنوبه، وترفع درجاته، ويظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» . . وذكر منهم:«رجل قلبه معلق في المساجد، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه»(١) .
ولهذه الخلوة أثرها على المجتمع المسلم بأسره فإذا كان نخبة من هذا المجتمع تعاملوا مع ربهم هذا التعامل الفريد، فهذه علامة صحة لهذا المجتمع الذي يربي رجاله هذه التربية الإيمانية القوية.
[خطبة الجمعة]
٣ - خطبة الجمعة: من فضل الله تعالى أن شرع للمسلمين، وأوجب عليهم صلاة الجمعة التي تقام مرة في الأسبوع في يوم الجمعة، ومن أحكام هذه الصلاة إقامة خطبتي الجمعة التي ندب الإسلام
(١) رواه البخاري برقم (٦٦٠) في أبواب صلاة الجماعة باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة. ومسلم برقم (١٠٣١) في الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة.