للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر. والأصل في اللهو العبث واللعب. لكن إذا قصد به - أي: اللعب- غاية سامية، وكان بقدر محدود، ولم يكن ديدنا فقد أجازه أهل العلم.

بناء على ما رواه البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: «والله لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم» ) (١) .

قال النووي رحمه الله: (في الحديث جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد، ويلتحق ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر) (٢) .

[الكلام المباح وإنشاد الشعر]

و الكلام المباح وإنشاد الشعر: لا شك أن الكلام ومنه الشعر فيه المحمود شرعًا وفيه المباح، وفيه المكروه وفيه المحرم. فإن كان الكلام مكروهًا أو محرمًا ففي المسجد أشد كراهة وتحريمًا، وإن كان محمودًا فهذا من وظائف المسجد كما سبق بيانه، وإن كان مباحا أو شعرا مباحا فهذا ما


(١) رواه البخاري ١ / ٥٤٩ برقم (٤٥٤) في المساجد، باب أصحاب الحراب في المسجد.
(٢) شرح النووي على مسلم ٦ / ١٨٤.

<<  <   >  >>