الناس وجدالهم، وإذ كان رفع الصوت- بعامة- من سوء الأدب وقلته فهو من باب أولى.
ومما يستدل لذلك ما رواه البخاري عن السائب بن يزيد قال: كنت قائمًا في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، فقال: اذهب فأتني بهذين فجئته بهما، قال:(من أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطاغي، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(١) . وأدرج أهل العلم نعي الميت من باب أولى.
[منع الجنب والحائض من دخول المسجد]
٥ - منع الجنب والحائض من دخول المسجد: منع أهل العلم من تلبس بحدث أكبر كالجنابة والحيض من دخول المسجد والجلوس فيه مستدلين بما رواه أبو داود وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد، ثم دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولم يصنع القوم شيئًا رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال: (وجهوا هذه البيوت عن
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ١ / ٥٦٠ برقم (٤٧٠) في المساجد، باب رفع الصوت في المسجد.