للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأوي إليه من لا سكن له من الفقراء وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرعاهم، ويعطف عليهم ويهدي لهم، ويطلب لهم شيئًا من الصدقة.

روى البخاري رحمه الله تعالى عن أنس (رضي الله عنه) قال: «قدم رهط من عكل على النبي (صلى الله عليه وسلم) فكانوا في الصفة» وعطف النبي (صلى الله عليه وسلم) عليهم، وخصهم إياه بالصدقة أمر معلوم في السنة، روى مسلم رحمه الله عن جرير (رضي الله عنه) قال: «كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة، مجتابي النمار (وهي الثياب من الصوف يلبسونها) متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، فتمعر وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذن وأقام فصلى، ثم خطب فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: ١] إلى آخر الآية، والآية التي في سورة الحشر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: ١٨] تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: (وبشق تمرة) قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كانت كفه تعجز عنها، بل عجزت، قال: تتابع الناس

<<  <   >  >>