وما يشهد لذلك ما كان يفعله بعض الصحابة رضي الله عنهم من أكلهم في المسجد، روى الطبراني في الكبير عن عبد الله بن الزبير (رضي الله عنه) قال: «أكلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا شواء، ونحن في المسجد فأقيمت الصلاة فلم نزد أن مسحنا بالحصباء» (١) .
لكن مما ينبغي أن يتنبه له عدة أمور:
(أ) أن يتجنب الأكل ذو الرائحة الكريهة التي يصطبغ بها المسجد فيكرهه الداخلون إليه، والمتعبدون فيه.
(ب) أن يتجنب كثرة الأكل فيه.
(ج) ألا يكون ظاهرة متفشية تطغى على مهمة المسجد.
(د) أن لولي الأمر إذا رأى منع ذلك لسبب أو لآخر فله ذلك ويجب على الناس تنفيذ هذا الأمر، فقد يطلع على مصلحة لا يراه الفرد الواحد، ويستند لذلك نهيه (صلى الله عليه وسلم) عن أكل الثوم والبصل والكراث ثم دخول المسجد.
(١) لا يوجد سند ابن عباس في المعجم المطبوع، ولعله في الجزء المفقود منه وقال الهيثمي المجمع ٢ / ٢١ رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.