إلى سواحل ظفار من مشاريق اليمن إلى سواحل مهرة، ثم يعطف شمالاً ويسير على سواحل اليمن وبحر فارس على يمينه ويتجاوز سواحل مهرة إلى عمان من بلاد البحرين إلى جزيرة أوال إلى القطيف إلى كاظمة إلى البصرة إلى الكوفة، ثم يعطف إلى الغرب ويفارق بحر فارس ويسير والفرات على يمينه إلى سليمة إلى البلقا حيث بدأ.
ودور هذه الجزيرة على ما ذكره السلطان عماد الدين صاحب حماة في تقويم البلدان سبعة أشهر وأحد عشر يوماً تقريباً بسير الأثقال فمن البلقا إلى الشراة ثلاثة أيام، ومن الشراة إلى أيلة نحو ثلاثة أيام، ومن أيلة إلى الحجاز وهي فرضة المدينة المنورة النبوية نحو من عشرين يوماً، ومن الحجاز إلى ساحل الجحفة نحو ثلاثة أيام، ومن ساحل الحجفة إلى جدة وهي فرضة لمكة ثلاثة أيام ومن ساحل جدة إلى عدن نحو من شهر ومن عدن إلى سواحل مهرة نحو من شهر، ومن مهرة إلى عمان إلى البحرين نحو من شهر، ومن هجر إلى عبادان من العراق نحو من خمسة عشر يوماً، ومن عبادان إلى البصرة نحو يومين، ومن البصرة إلى الكوفة نحو اثنى عشر يوماً، ومن الكوفة إلى بالس نحو عشرين يوماً، ومن بالس إلى سلمية نحو سبعة أيام، ومن سلمية إلى مشاريق غوطة دمشق نحو أربعة أيام، ومن مشاريق غوطة دمشق إلى مشاريق حوران نحو ثلاثة أيام، ومن مشاريق حوران إلى البلقا نحو ستة أيام.
واعلم - أن الجزيرة في أصل اللغة ما ارتفع عنه الماء آخذاً من الجزر الذي هو ضد المد، ثم توسع فيه فأطلق على كل ما دار عليه الماء ولما كان هذا القطر يحيط به بحر القلزم من جهة المغرب، وبحر الهند من جهة الجنوب، وبحر فارس من جهة المشرق، والفرات من جهة الشمال، أطلق عليه جزيرة واضيفت إلى العرب لنزولهم لها ابتداءً وسكناهم فيها. قال المدائني: وجزيرة العرب هذه تستمل على خمسة أقسام: تهامة، ونجد، والحجاز، والعروض، واليمن، فتهامة هي الناحية الجنوبية عن الحجاز.