للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

؟؟

الفصل الثاني في ذكر أمور من المفاخر

الواقعة بين قبائلهم وما ينجر إلى ذلك

ومن لطف ما يحكى في ذلك ما حكاه ابن الكلبي قال: قال كسرى للنعمان ابن المنذر هل في العرب قبيلة تشرف على قبيلة، قال نعم: قال فبأي شيء قال من كانت له ثلاثة آباء متوالية رؤساء، ثم اتصل ذلك بكمال الرابع، فالبيت من قبيلته فيه وتنسب اليه، قال: فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه الا في آل حذيفة بن بدر، وآل حاجب بن زرارة، وآل الاشعث بن قيس بن كندة، فجمع الجميع ومن معهم من عشائرهم، واقعد لهم الحكام والعدول. وقال: ليتكلم كل رجل منكم بمآثر قومه وليصدق، فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم، وكان ألسن القوم فقال: قد علمت العرب ان فينا الشرف الأقدم، والعز الاعظم، ومآثر الصنيع الأكرم، فقال من حوله: ولم ذلك يا أخا فزارة، فقال: ألسنا الدعائم التي لا ترام، والعز الذي لا يضام، قيل صدقت ثم قال شاعرهم:

فزارة بيت العز والعز فيهم ... فزارة قيسٍ حسب قيسٍ فضالها

لها العزة القعساء والحسب الذي ... بناه لقيسٍ في القديم رجالها

فهيهات قد أعيا القرون التي مضت ... مآثر قيسٍ مجدها وفعالها

وهل أحدٌ إن هز يوماً بكفه ... إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها

فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها ... وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها

ثم قام الاشعث بن قيس الكندي فقال: قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الاكثر، وزحفها الاكبر، وانا لغياث الكربات، ومعدن المركمات، قالوا: ولم يا أخا كندة. قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه، وتقلدنا منكبه الاعظم، وتوسطنا بحبوحه الاكبر،

<<  <   >  >>